سجل إميلك وتوصل بمواضيعنا :

بقلم:ميسون كحيل لمن تشكو إن كان خصمك القاضي


لمن تشكو إن كان خصمك القاضي؟!


بقلم:ميسون كحيل


تتوالى الاخبار علينا يوميا ومن جميع المصادر عن المجازر التي يرتكبها متطرفون بدعم حكومي في بورما ميانمار ضد الاقلية المسلمة في تلك الدولة ، الاخبار والصور التي نشاهدها تقشعر لها الابدان ويستنكرها كل من لديه ذرة من ضمير حي لأنها لا تدل الا على الهمجية والوحشية التي استوطنت نفوس مرتكبي تلك الجرائم التي لا يمت مقترفوها للانسانية بأي صلة سوى الشكل! ولو عدنا لأصل المشكلة التي كانت سبب هذه المجازر فنجد أنها قد تحدث في أي دولة أخرى ويتم التعامل معها بشكل قانوني الا ان ما جرى في بورما ميانمار يخالف كل الاعراف القانونية والانسانية ، تذكر وسائل الاعلام أن القصة بدأت في نهاية مايو الماضي بما قيل إنه اغتصاب ثلاثة "روهينجيا" لفتاة بوذية وقتلها، فقام البوذيون بالانتقام من خلال قتل عشرة مسلمين ليسوا من الروهينجيا وكانوا في زيارة إلى الولاية، فقام الروهينجيا بعد صلاة الجمعة بالهجوم على البوذيين وقتلوا سبعة منهم، مما أدى لاندلاع أحداث شغب متبادلة وحرق منازل ومحال ووصل عدد القتلى إلى 54 من الجانبين في البداية، وإحراق نحو 2500 منزل ومعبد ومسجد، وتشريد 15 ألف مسلم وبوذي.

وبحسب ما كشفت عنه رئاسة الشؤون الدينية التركية في بيان رسمي ، قتل أكثر من ألفي مسلم في بورما ميانمار وشرد أكثر من 90 ألفا آخرين في أحداث العنف التي تشهدها البلاد. ويتعرض مسلمو ميانمار لعملية "تطهير عرقي" من قبل الأغلبية البوذية، التي اقترفت الشهر الماضي بقرى منطقة الأراكان قرب الحدود مع بنغلاديش مذبحة رهيبة ضد السكان المسلمين.

تلك الهمجية والوحشية تحظى برعاية من يدعون انهم دعاة الحرية وحقوق الانسان ، الا عند المسلمين يتوقف ذلك فتصبح تلك المجازر و كأنها حدث عابر لا تهتز له جفون ادعياء حقوق الانسان وحمايته في كل مكان !! بل على العكس يحظى المجرمون دائما بغطاء وتشجيع كامل على تلك الجرائم ، ففي خبر غير مستغرب نشرته وكالات الأنباء أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما سيسمح للشركات الأمريكية بالدخول في تعاملات تجارية مع بورما! وافادت وكالة اسوشييتد برس ان الشركات الامريكية اعطيت الضوء الاخضر للاستثمار في مشروعات شركة ميانمار للنفط والغاز التي تملكها الدولة في بورما. وفي غضون ذلك؛ وصل الى بورما ديريك ميتشيل اول سفير امريكي اليها منذ 22 عاما، والتقى بالرئيس البورمي تيان سين.ويعتبر رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية جزءا من عملية اعتراف اكبر بالحكومة البورمية. وكانت دول الاتحاد الاوروبي واستراليا ودول اخرى خففت العقوبات التي تفرضها على بورما. وكان رئيس بورما "تين سين دعا أمس إلى طرد المسلمين أو وضعهم في معسكرات لاجئين.وقال خلال لقاء مع المفوض الأعلى للأمم المتحدة للاجئين "انتونيو جيتيريس" إنه "ليس ممكنا قبول الروهينجيا الذين دخلوا البلاد بطريقة غير قانونية وهم ليسوا من أثنيتنا"، على حد قوله. ولو ان هذا التصريح الفاشستي لرئيس بورما المجرم أدلى به أحد ممن لا ترضى عنهم الولايات المتحدة او الغرب لتحركت الاساطيل والطائرات والجيوش لتأديب الدولة تحت الحصار لسنوات حتى يتم افلاسها وافقارها وتخريب اقتصادها ومن ثم الاجهاز عليها بكل سهولة .

ولكن بدلا من ذلك تقوم الولايات المتحدة باعطاء "الجوائز" للمجرمين والقتلة وتقوم بتدعيم حكمهم لبورما ، ولو قمنا بالمقارنة بين مواقف الولايات المتحدة والغرب في السودان وفي بورما لوجدنا ان الكل هبّ وطالب بانفصال جنوب السودان عن شماله وتقسيمه لدولتين !! بينما في بورما يغضون الطرف عن تلك المجازر ضد الاقلية المسلمة !! ولو عدنا قليلا للوراء عدة سنوات سنجد أيضا نفس المواقف ضد المسلمين في كل مكان يعانون منه ، فسنجد ان المذابح ضدهم في نيجيريا التي يشكلون اكثرية فيها ، رأينا المجازر والمذابح والمحارق مصورة صوتا وصورة ، ووجوه المجرمين واضحة ، ومع ذلك لم نسمع عن المطالبة بمحاكمة أولئك المجرمين ، او عن أي عقوبات تفرض عليهم!! . وهناك غيرها من مجازر وجرائم ارتكبت وما زالت ترتكب بحق المسلمين منذ اكثر من مئة عام والعالم غافل يغض الطرف عن تلك الجرائم فلا يجد المسلم المظلوم أي نصير له أسوة بغيره حيث يتم التدخل العسكري والاقتصادي من قبل تلك الدول التي تتشدق بحقوق الانسان ، فيقف الأمر عند المسلمين فلا ندري اين هي مواثيق ومعاهدات الامم المتحدة التي تأسست عقب الحرب العالمية الثانية في عام 1945، من واحد وخمسين بلدا ملتزما بصون السلم والأمن الدوليين، وتنمية العلاقات الودية بين الأمم وتعزيز التقدم الاجتماعي، وتحسين مستويات المعيشة وحقوق الإنسان. ان الامم المتحدة منبر يستخدمه الاقوياء فقط لفرض رؤيتهم وما يريدونه على حساب الدول الاخرى في العالم ، يحركون الامم المتحدة لتحقيق مصالحهم وان كانت على حساب دماء الابرياء الذين لا حول ولا قوة لهم ! وينطبق المثل الشعبي الفلسطيني لمن تشكو إذا كان خصمك القاضي على الامم المتحدة والدول المتشدقة بحقوق الانسان التى تصمت وتغض الطرف عن المجازر! وهذا هو حال من يتحكمون في العالم ، الا ان هذا يدفعنا ايضا للتذكير بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " يأتي زمانٌ على أمتي القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار ." وعلى المسلمين ان يكونوا على ثقة بأن الله ناصرهم ولو بعد حين على كل من تجبر على البشر والحجر ، وفي التاريخ عبرة لأولي الالباب لو يعلمون .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting