سجل إميلك وتوصل بمواضيعنا :

بقلم مي الخطيب : شرف البنت زي عود الكبريت ما يولعش غير مرّة واحدة


عذرية الفتاة في لبنان... حقيقة أم غش؟



مي الخطيب

شرف البنت زي عود الكبريت ما يولعش غير مرّة واحدة

شرف البنت متل الإزاز إذا انكسر ما بيتلزّق

الى أي حد لا زالت هذه الأقوال متداولة والى أي حد لا يزال غشاء البكارة معيارا لشرف الفتاة؟

أسئلة وأسئلة تدور وتطرح من دون وجود أجوبة مقنعة وكافية في ظل الخوف من التطرّق الى الموضوع من جهة والتطور الحاصل في الميدان الطبي الابتكار ورتي غشاء البكارة من جهة أخرى.

الفتاة اللبنانية في غالبية الأحيان تعيش حياتها الطبيعية في السر أون في العلن لكن مع الحفاظ على هاجس العذرية. فهي إما تقوم بالعلاقات الحميمة دون التعرّض للغشاء، أو تهرع لرتيه عندم تدق ساعة الزواج. فهل هذه عذرية فعلية أم غش ونفاق؟ هذا السياق لا يدل الا على ضياع المجتمع اللبناني بين الانفتاح والتقليد, وتعلّقه بالقشور دون الغوص في عمق الأمور. لعل أخطر ما يدل عليه هو مدى الغش الذي يبنى عليه الزواج في بعض الأحيان. ومن المعلوم أن غشاء البكارة عبارة عن غشاء رقيق من الجلد يغلق فتحة المهبل ونسميه بالانكليزية Hymne ونشير الى أن هميووس كان اله الزواج في اليونان.

وعلى الرغم من عدم وجود أي فائدة أو وظيفة طبيعية لهذا الغشاء إلا أن مجتمعاتنا الشرقية المحافظة لا تزال تعطيه أهمية كبرى وتعتبره دليلا على عذرية الفتاة. هكذا تعيش البنات عمرهن في "قفص العذرية" على حد قول الكاتبة الهولندية الصومالية الأصل إيان هيرسي علي، ويكون على العروس "ليلة دخلتها" أن تكون مختومة بالشمع الأحمر كأنها بضاعة يستلمها العريس ويدفع أجرها مهرًا، في حين أنه لا يهم إذا كان هو من أصحب " السبعة ودمّتها" بل هو فخرّ له ولرجوليته.

بعض الآراء

الصحافي رامز ج يعتبر أن الفتاة الشرقية تكبر ويبقى هاجسها الأكبر ومحور حياتها وتفكيرها هو كيفية الحفاظ على الغشاء. برأيي يجب أن يزال غشاء البكارة عندما تكون الفتاة طفلة كما يطهّر الصبي، هكذا يزول الفارق بين المتزوجة والغير متزوجة وتتساوى المرأة بالرجل فيصبح الدافع الديني والاخلاقي لحماية النفس من الاحتراف افعا حقيقيا بعيدا كل البعد عن سيف المجتمع المسلّط على رقاب النسوة. أما فيم يختص بعمليات الرتي يقول رامز أنا أؤيدا لافي حال كانت انقاذا لشرفها وسمعتها وأحيانا لحياتها. حيث أظهرت نتائج البحوث أن جرائم الشرف قد انخفضت الى النصف بعد ظهور هكذا نوع من العمليات.

وتخبرنا سارة عن تجربتها في هذا الموضوع قائلة: لقد فقدت عذريتي مع حبيبي ولم أكن نادمة على هذا الأمر الى حين فاجأني والدي الذي كان رافضا حبيبي رفضا قاطعا بسبب حاله المادي المتواضع، بعريس الغفلة. من شدة خوفي وهلعي أخبرت أمي بالموضوع فجنّ جنونها وقرّرت اصطحابي الى طبيب مختص قبل أن لايفتضح أمري وتصبح سيرتنا على كل لسان. لم يكن الألم الذي أصابني جسديا بل كان معنويا، كنت كمن يجرّونه الى حبل المشنقة. وعندما رأيت العيادة والطبيب تملكنيالرعب والذعر.واستمرّت حالتي النفسية متأزّمة عدّة أسابيع, ولكن لم يكن هناك أي حل آخر في ظل مجتجع يدفن الحب ويستبدله بالغش والنفاق.

(ع.ز) شاب في السابعة والعشرين من العمر يسكن في إحدى القرى البقاعية يشترط على عروسه أن تكون بنت بنوت ويبحث عن فتاة لا يكون لها تجارب سابقة. وعند اعتراضي لحديثه بأن تلك "المش بايس تما إلا إمّا" قد توهمه بعذريتها بينما تكون الحقيقة العكس. أجاب مستطردا يستطيع الشاب المحنك أن يميز الفتاة العذراء عن غيرها. فبالاضافة الى الاختلافات على على صعيد الجهاز التناسلي فقد تظهر عذريتها من خجلها وحركاتها. ومهما حاولت التمثيل ستستسلم في النهاية لفطرتها. انا لا أشرّع لنفسي ما أحرّمه على غيري لكن الفتاة بالطبيعة التي خلقها الله عليها تحمل وتلد, لذلك فان علاقتها يجب أن تكون محصورة بعلاقة شرعية ضمن مؤسسة الزواج.

جمال، أنا شخصيا أولي الصراحة المرتبة الأولى في العلاقة, فأنا لا أختار شريكة حياتي الا على أساس الحب والثقة والصراحة. ولكن هنا الموضوع يشكل تابوو في مجتمعنا. أنا بصراحة لا أملك الجرأة الكافية للمجاهرة بهذا الرأي والا قوبلت بنظرات إزدراء من الذين يحيطون بي وكأنهم يتّهموني برجولتي.

في مجتمع يعتبر المرأة بعضا من سقط المتاع ويربط شرف العائلة كلّه برجليها. بينما تصارع النساء للحصول على حرّيتهنّ الفكرية والجسدية نجد أنفسنا أمام خيارين إما بتغيير البنية الفكرية للمجتمع عن طريق تربية الأولاد تربية جنسية صحيحة وإعطاء بناتنا الثقة والحرية التي تمنعانهنّ من الوقوع في الخطأ والانحراف, إما أن تستمر الفتيات بالغش ليستطعن العيش والاستمرار في مجتمع يحكمه ضعيفو النفوس.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting