سجل إميلك وتوصل بمواضيعنا :

الكاتب: فاطمة منصور مشعلة "جريمة"


"جريمة"


الكاتب: فاطمة منصور مشعلة

البارحة صباحا، الموافق التاسع من ديسمبر للعام 2012 ،صُدمت نسبة عالية من المشاهدين بعرض احدى القنوات العربية المشهورة لتقرير يتحدث عن تجربة أسرة اسرائيلية في توفير مصدر رزق لها، بافتتاح مشغل لإعادة تفكيك النفايات الصلبة في احدى الكيبوتسات في عكا!

التقرير الذي اعده احد المراسلين في الاراضي المحتلة عام 48 ، والذي بدا فيه مرتاحا بما فعل ،شكل صدمة للمشاهدين العرب الذي من المفروض أن يتحدث البرنامج الذي طُرح التقرير خلاله عن مشاكلهم وقضاياهم فقط.

إن التعاطي مع الوجود الاسرائيلي اجتماعيا، هو أخطر بكثير من التعاطي معه سياسيا وعسكريا ،لا سيما على شاشة اعلامية عملاقة ،وذلك ب:
1.بالاعتراف الطبيعي للوجود الاسرائيلي كمجتمع طبيعي ومقبول بين العرب، وكأنهم لم يغتصبوا أرض وشكلوا أسرة في بولونيا المانيا قبل النكبة ثم جاءوا ليستقروا هنا على حساب أسر عربية هجرت وتفككت أوصالها ، وإعطائه الأحقية والأولوية في الطرح.

2.الحديث عن أهم مكون للمجتمع، وهو الأسرة يقدم انطباع بديهي بحق هذه الأسرة بالأمان والعيش بسلام ،كما وأنها لم ترتكب أفظع ممارسة للتطهير العرقي في التاريخ الانساني. وتقرير المراسل برأ هذه الأسرة وغيرها من جرمها على الملأ العربي ،دون اي تردد ،غاضاً الطرف عن كل القيم الأخلاقية والموضوعية.

3.التقرير يعطي فكرة خالصة ،بأن الاسرائيليين كباقي شعوب العرب تعيش لأجل لقمة العيش فقط. وهي لم تعيش في عكا بالقتل والإبادة، بل تسعى فقط لتربية أطفالها ،وهذه الأسرة تكن كل المحبة للفلسطينيين بدليل انها تعيش في كيبوتس مقام على دماء عائلات فلسطينية!

4.التقرير يوجه دعوة مبطنة للمشاهد العربي بالاهتمام بالواقع الاجتماعي للإسرائيليين، بدلا من رصد كراهيتهم ضد العرب وممارستهم الوحشية ضد الفلسطينيين.

5.التقرير ؛ يشكل قسمة مضادة لكل جهود الاعلام العربي الواعي والقومي تجاه الطبيعة التي يجب أن يتشكل فيها احتكاك الشعوب العربية، بالأفراد الاسرائيليين الدخلاء عليهم.بل يذهب لأبعد من ذلك حين يساوي مغتصبين ادعوا انهم شعوب منذ 64 عاما بالشعوب العربية الموجودة ببلدانها منذ الأزل
.اي ترسيخ فكرة شعب يهودي في فلسطين ،وهذه أخطر من اعتراف الدولة المالكة للقناة رسميا بيهودية الدولة.

إن هذا التقرير من وجهة نظري مشين جدا لعروبة كل العرب، ولأخلاق الانسان الفلسطيني قبل الإعلامي ،وإنها لمحاولة لدفع الشارع العربي لتقبل يهودية الدولة، لا سيما أن عدد المشاهدين لهذه القناة ملايين الملايين

أخوتي القراء ،ارفعوا صوتكم وضموه لصوتي ضد التطبيع الإعلامي ثقافيا واجتماعيا.
______________________________________________
Fatima Mansour Meshala@FACE

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting