سجل إميلك وتوصل بمواضيعنا :

بقلم محمود كعوش : وجهة نظر حول ما يجري في سوريا لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس...وقفة شرف ضرورية


وجهة نظر حول ما يجري في سوريا

لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس...وقفة شرف ضرورية


محمود كعوش

برغم اتفاقي المطلق مع المؤيدين لحق السوريين في المطالبة بالإصلاح والتغييرعلى جميع المستويات بما في ذلك تبادل السلطة ووضع نهاية للنظام الشمولي في بلدهم، إلا أنني بت متأكداً من أن ما يجري في سوريا لا يمت بصلة للديمقراطية، لا من قريب ولا بعيد، وإنما يندرج في سياق مؤامرة أميركية - صهيونية– إقليمية - عربية شرسة ومتعددة الأساليب والوجوه والوسائل تستهدف سوريا الوطن أرضاَ وشعباً ومؤسسات وحاضراً ومستقبلاً، وترمي إلى تجزئتها وتفتيتها وتحويلها إلى دويلات وكيانات وكانتونات طائفية ومذهبية وعرقية وحتى ثقافية لتمهيد الطريق أمام هيمنة الكيان الصهيوني المجرم على الوطن العربي والمنطقة بأكملها في سياق مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كان قد خطط له المحافظون الجدد المتصهينون في واشنطن قبل عدة سنوات ونقلته إلى العرب والمنطقة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية في أواخر الفترة الرئاسية الثانية للكاوبوي الأميركي الأرعن جورج بوش الإبن، الرئيس الجمهوري السابق للولاياتت المتحدة الأميركية. ذلك المشروع الذي أسقطه نهج المقاومة والممانعة بالضربتين القاضيتين عندما أنزل هزيمتين قاسيتين بالكيان الصهيوني إبان عدوانه على لبنان الذي بدأ في ١٢ تموز/يوليو ٢٠٠٦ واستمر ٣٤ يوماً وعدوانه على قطاع غزة بعد ذلك والذي بدأ في ٢٧ كانون الأول/ديسمبر ٢٠٠٨ واستمر ٢٣ يوماً، وألحقهما بضربة قاضية ثالثة تمثلت بانتصار قطاع غزة على هذا الكيان العنصري في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2012 الجاري بعد ثمانية أيامٍ من العدوان الصهيوني الذي فاق ضراوة ووحشية وبربرية العدوانين السابقين.
وها هي الولايات المتحدة ومعها الكيان الصهيوني والغرب وبعض عرب اللسان يعملون من جديد على إحياء ذلك المشروع، ويصرون بإلحاح وبشكل عجيب ووقح على تحقيقه من خلال مواصلة جميع أشكال وصور التآمر والتحريض ضد سوريا والتي تجاوزت العشرين شهراً، مستقوين بنجاحات توهموا أنهم أنجزوها في بعض الأقطار العربية كان أخرها إسقاط نظام العقيد معمر القذافي وتدمير ليبيا بشكل شبه كامل وإدخالها في آتون الفوضى العارمة التي اصطلح على تسميتها "الفوضى الخلاقة". وإذا ما قُيض لهم ان يحققوا ذلك، لا قدر الله، فإنه سيتوالى سقوط الأقطار العربية واحداً بعد الآخر، بدءاً بلبنان مروراً بالاردن والعراق ووصولاً إلى الخليج العربي، بحيث يهيمن الكيان الصهيوني في النهاية على الوطن العربي ولا تقوم له قائمة للعرب بعد ذلك !!
وعلى خلفية هذه الحقيقة ومن منطلق الحرص على وحدة سوريا الوطن أرضاً وشعباً وموقعاً في قلب الوطن العربي، وليس من أجل النظامٍ أو الحزب الذي يحكم فيها أو مطلق شخص بعينه، ولأن بوصلة ما يجري ضد سوريا تتجه ضد مصلحة النهج الممانع والمقاوم في الوطن العربي وتهدف إلى وأد القضايا العربية وفي مقدمها القضية الفلسطينية، أرى أن من واجب كل عربي يحمل الهم الوطني والقومي أن يحسم أمره ويصطف إلى جانب الجيش السوري الباسل في تصديه للمؤامرة ومواجهته للمعتدين...دون تردد !!
وقفة شرف لا بد منها في أحلك الظروف السورية والعربية بشكل عام....أليست وقفة ضرورية وملحة يقتضيها الواجب الوطني والقومي !!!!!!!!؟؟
محمود كعوش
كاتب وباحث - كوبنهاجن

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting