سجل إميلك وتوصل بمواضيعنا :

بقلم د/جيهان جادو يوميات مغتربه في مصر


يوميات مغتربه في مصر 

 بقلم د.جيهان جادو

تاريخ النشر : 2012-10-25

 
في زيارتي الاخيرة لمصر رأيت سلوكا محيرا من المصريين اجدهم احيانا في غاية الشهامة والشجاعة المعتادة من أولاد البلد واراهم احيانا في حالة من الانحدار وسوء الاخلاق استهتار احيانا عدم اكتراث او عدم احساس بالمسؤولية .مسؤولية وطن علي حافة الهاوية يحتاج الكثير منا لإعادة بناؤه يحتاج تضافر جهود شعب أجمعه بداية من الطفل في المدرسة وحتى رجل المعاش .
لماذا اصبح سلوكنا خالي من الادمية لماذا طرأت طباع وخصال علي شعبك يا مصر لماذا انسلخت عنا الاخلاق وأصبحت في الانقراض ؟
فهل مشاعر القهر والكبت وانعدام الشخصية التي كان يشعر بها أغلب المصريين قبل ثورة 25 يناير تغيرت إلي حرية وانطلاق وشعور بالإنجاز والتفاني من أجل التغيير والإصلاح إلا أن هذا التغيير أصبح تغيراً في السلوك الاخلاقي والاجتماعي والنفسي.
.. الانفلات الأمني وانعدام الاخلاق أثناء التعامل التبجح وعدم احترام الكبير ألعدوانية القلق الخوف من المستقبل أصبحت صفات بعض المصريين بعد الثورة وإن كنا لا نستطيع التعميم وتلوثت ثمار الثورة بسلوكيات خاطئة طغت علي المجتمع بعد ان تخيل الجميع ان الاخلاق الرائعة التي كانت تسود في ميدان التحرير وهي أخلاق ثورية نبيلة يمكن ان تسود بين جميع أطياف المجتمع في المستقبل ولكن هل هذا تأثير مباشر للثورة علي نفوس المصريين أم أنه نتاج الكبت والقهر والفقر دائماً يكون سلوكاً مضطرباً عدوانياً منفلتاً لا ينصاع لقيود أو نصيحة؟

ففي زيارتي الاخيرة رأيت الكثير ممن يحاولون التغيير ممن يحاولون الوفاء بعهد الثورة وفي المقابل رأيت الكثيرون والكثيرون ممن يتفوهون باسم الثورة دون تحريك ساكن بداخلهم سواء علي المستوي السياسي او حتى في المساهمه في تحقيق اهداف تلك الثورة لماذا اصبحت ثورتنا التي انارت لنا العقول بمثابة شبحا قاتلا ؟
فحينما ننظر للغرب قد يبهرنا مدي التقدم التكنولوجي والنظام ولكن قليلا ما نفكر في قيم الغرب والتي كانت المحرك الأساسي لنهضته بعد عصور من الظلام. فللغربِ قيمً..إجلال قيمة الوقت..وتقديس العمل...واحترام العلماء والاعتراف بمعايير الكفاءة.
فبعد الثورة في مصر انتشرت المظاهرات الفئوية والإضرابات العمالية لتتوقف عجلات الإنتاج بينما قرر الشعب الياباني زيادة ساعات العمل ساعتين لمدة عام كامل لكل قطاعات الإنتاج المختلفة لسد خسائر الزلزال المدمر الذي خلف ألاف القتلي والجرحى وخسائر اقتصادية تجاوزات مئات المليارات
فهل نحن كمصريين اخطأنا في تقييم الامور وغلبنا المصالح الشخصية علي مصلحة الوطن فكان عاملا من عدة عوامل أنتجت قيمٍ ولكن هدامة ؟! لتصبح الواسطة والمحسوبية هي طريقنا للنجاح. والمصلحة والأنانية أنتجت ثقافة أخطف وأجري...وأنا ومن بعد الطوفان والبحث عن المال دون أي أخلاق أصبح قيمة مجتمعية.."فلا تنسي فالجنية غلب الكارنيه . وتنهار قيم العمل أمام انتشار الكسب السريع من أعمال غير منتجة مثل السمسرة والاتجار في الأرضي وإبرام الصفقات ذات الربح السريع دون مشقة.
استطيع ومن خلال وجهة نظري المتواضعة ان ارجع ظاهرة الانحطاط الأخلاقي والتي تعد كنتيجة لشيوع الفساد وثقافة الزحام وتفكك الأسرة وإعلاء القيم المادية مما يؤدي لاختفاء قيم التسامح والمشاركة وتغليب المصلحة الشخصية والأنانية المفرطة الي اننا غير مؤهلين نفسيا علي التغيير او علي الحرية فما يحدث هو تخبط وتردي في المستوي الاخلاقي والمحتاج الي ثورة عارمة في الاخلاق وثورة علي انفسنا
.
ففي مرحلة تختلط فيها الأوراق يأتي السؤال من أين نبذأ وما هو الطريق نحو بناء وتقدم هذا البلد بعد هذه الثورة المضيئة؟
هذا ما سنعرضه لاحقا في الجزء القادم من يوميات مغتربة في مصر


بقلم د/جيهان جادو

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting